شهدت العاصمة الإسبانية مدريد يوم 14 سبتمبر/سبتمبر 2025 حدثاً سياسياً بارزاً، حيث تم إلغاء المرحلة الختامية من سباق “طواف إسبانيا للدراجات” بعد اقتحام محتجين مؤيدين للقضية الفلسطينية المسار. جاء ذلك احتجاجاً على مشاركة فريق “إسرائيل بريميير تيك”، واستنكاراً للهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة. تحول هذا الحدث الرياضي المهم إلى ساحة للتضامن الشعبي، حيث ازدانت شوارع المدينة بالأعلام الفلسطينية، معززة بذلك الوعي العام وإعادة تسليط الضوء على جذور العلاقة التاريخية المعقدة بين إسبانيا والقضية الفلسطينية.
تعود العلاقة بين إسبانيا والقضية الفلسطينية إلى فترة مبكرة من تاريخ البلدين، حيث كانت إسبانيا من الدول الأوروبية التي تبنت مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو الشعبي. ومنذ ذلك الحين، استمرت إسبانيا في التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني سواء من خلال المواقف الدبلوماسية أو المبادرات الشعبية. ورغم التغيرات السياسية والدبلوماسية التي شهدتها العلاقة بين البلدين عبر العقود، فإن الدعم الإسباني للفلسطينيين لم يتراجع بل تمسكت إسبانيا بمواقفها القوية المنادية بحقوق الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، لم يكن الاقتحام الذي شهدته مدريد خلال سباق الدراجات سوى تعبيرًا مباشرًا عن هذا التضامن الشعبي القائم بين الشعب الإسباني والشعب الفلسطيني. فقد أظهرت الاحتجاجات الحاشدة والتضامنية مدى تأييد الشعب الإسباني للقضية الفلسطينية ورفضه للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. وعلى الرغم من التباينات السياسية الدولية، إلا أن التضامن الشعبي يعد ركيزة قوية لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الإنسان.
ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ازدادت أهمية الدور الإسباني في هذا الصراع، حيث تجلت من خلال مواقفها الحاسمة ودعمها المستمر للشعب الفلسطيني. ورغم التوترات السياسية المحيطة بالقضية الفلسطينية، يبقى الدعم الإسباني عالي المستوى، مما يعكس تمسك إسبانيا بقيم حقوق الإنسان والعدالة.
في الختام، يظهر التضامن الشعبي الإسباني مع الفلسطينيين كمظهر من مظاهر العلاقة الوطيدة بين الشعبين، ويشير إلى أن القضية الفلسطينية تحظى بدعم عريض ومتجذر في قلوب الكثيرين حول العالم، بما في ذلك الشعب الإسباني. إن تواصل هذا التضامن والدعم يعكس الروابط الثقافية والإنسانية التي تجمع الشعوب، ويعزز الدور الإنساني والأخلاقي في تعزيز العدالة والسلام في العالم.



